وكالة أنباء الحوزة - في لقاءٍ جمعه مع جمعٍ من الفضلاء والنخب الحوزويّة، أعرب آية اللّه فقيهيّ عن تقديره لحضورهم، متناولًا في حديثه المهامّ الجسيمة الملقاة على عاتق رجال الدين في الظروف الراهنة، وسبل تحقيق الكمالات العلميّة والمعنويّة.
وفي مستهلّ كلامه استشهد عضو جماعة المدرّسين في الحوزة العلميّة بالآية الكريمة: ﴿هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾، مؤكّدًا على المنزلة السامية للعلم والعلماء، وأردف قائلًا: بمقتضى الرواية الشريفة «الفقهاء أمناء الرسل»، وغيرها من الروايات، فإنّ رسالة العلماء الدينيّة تضاهي في ثقلها رسالة الأنبياء، فالعلماء هم خلفاء الأنبياء الإلهيّة. وهذه المنزلة ساميةٌ لدرجةٍ أنّ علماء الإسلام يُعتبرون أفضل من أنبياء بني إسرائيل، غير أنّ بلوغ هذه المنزلة مشروطٌ على أن يدرك العالم الدينيّ واجبه إدراكًا صحيحًا، وأن يصون أوقاته وأفكاره من البطالة والانحراف.
ثم أشار آية اللّه فقيهيّ إلى ما يميّز العلم الدينيّ عن سائر العلوم، قائلًا: «العلم نورٌ يقذفه اللّه في قلب من يشاء»، وهذا النور الإلهيّ يجب أن يقترن بتهذيب النفس حتمًا. والطريق الأقصر لبلوغ هذه الغاية هو تعزيز الصلة باللّه عزّ وجلّ. فأنتم أيها الطلّاب الأعزّاء، يمكنكم، عبر الاهتمام بصلاة الليل والتهجّد والعبادات المستحبّة، أن تجمعوا بين التفوّق العلميّ والسير المعنويّ الأسرع.
كما استذكر سماحته سيرة العلماء الكبار في النجف الأشرف، كالمرحوم آية اللّه العظمى الخوئيّ وسائر المراجع العظام، مؤكّدًا على ضرورة التواضع والمودّة الصادقة المتبادلة بين العلماء والأساتذة والطلّاب.
وفي تبيانه لأبعاد المسيرة الحوزويّة، اعتبر آية اللّه فقيهيّ أنّ النجاح والوصول إلى الغاية المنشودة يتطلّب امتلاك ثلاثة أجنحةٍ، وهي: الحركة العلميّة، والحركة المعنويّة، والحركة السياسيّة. وتابع: لا يمكن للعالم الدينيّ أن ينعزل عن القضايا السياسيّة، وفي هذا المسار، فإنّ اتباع الخطّ المستقيم والتوجيهات الدقيقة لسماحة القائد الأعلى، التي تُعدّ حجّةً شرعيّةً، هو الضمان لتجنب الإفراط والتفريط.
كما دعا عضو جماعة المدرّسين طلّاب العلوم الدينيّة إلى السعي الجادّ لبلوغ مرتبة الاجتهاد الفعّال، والتحلّي بالثقة بالنفس في إبداء الرأي العلميّ، مؤكّدًا على أهمّيّة امتلاك الملكة العلميّة القويّة لفهم عبارات العلماء الكبار.
وأشار سماحته إلى القيمة العظيمة لخدمة الوالدين، ولا سيّما الأمّ، مستعرضًا ذكرياتٍ من المنزلة العلميّة والمعنويّة لأمّه المكرّمة، واعتبر دعاء الوالدين الصالح مفتاحًا لاستجابة الدعاء وحلّ مشاكل الطلّاب.
وفي سياق حديثه، شدّد آية اللّه فقيهيّ على وجوب القيام بـ«جهاد التبيين» الذي طرحه القائد الأعلى، معتبرًا إيّاه نفس رسالة الأنبياء الإلهيّة، أي: ﴿مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ﴾.
واختتم عضو جماعة المدرّسين بالتأكيد على أنّ مكانة من يحفظ نفسه من الذنوب والنظر إلى المحرّمات تفوق مكانة المجاهد في سبيل اللّه، سائلًا المولى القدير أن يمنّ على الجميع بالتوفيق للعبادة واجتناب المعاصي كالكذب والغيبة، والتوسّل بأهل البيت المعصومين (ع)، خاصّةً السيّدة فاطمة المعصومة (س).
لمراجعة التقرير باللغة الفارسية يرجى الضغط هنا.
المحرر: أمين فتحي
المصدر: وكالة أنباء الحوزة
تعليقك